الحلقة الثانية شحادين بفهم

شحادين بفهم
الحلقه الثانية
بقلم : طارق الجزولي
كاد ان يصل النقاش بين حمد و الرجل الذي متاخر الي مرحلة المضاربة لكن تدخل العقلاء انهي المشكله ساد بعدها صمت بين الركاب و الغضب يمتلك حمد تماما تمني ان يتركوه لهذا الرجل .، لحظات عاد الي الماضي و حبه لبنت خاله و كيف كان يضرب بهما المثل اتفقا علي كل التفاصيل حول مستقبلهما تشجارا كثيرا لكن كانا لا يستطيعان ان يتواصل الخصام بينهم اكثر من يوم ، اطول مدة كانت ثلاث ايام جحيم بليالي ساهره و فارقهم النوم خلالها ، في احد الايام طلب منها الا تتكلم مع اي ولد بعد ان سمعها مساءا تتحدث مع زميلها في الجامعه رفضت ذلك وقد قالت له : يا حمد انت اسي ما قاعد تتكلم و توواصل مع بنات وبتصلو عليك.، تناقشا كثيرا حول الموضوع خرج غاضبا لم تهتم كثيرا مر اسبوع دون ان تعيره اي اهتمام اظهر نفسه في اكثر من مكان لكنها كانت تتجنب الجلوس جواره او محادثته الا في حدود سلام اخبارك بعد مرور ثلاث اسابيع ذهب اليها ضاربا بكرامته و كونه رجل كما يقول عرض الحائط حاول الحديث معها .
حمد : مالك يا ستي و ست العالم ؟ لمتين مخاصماني ؟
البنت : لا ما مخاصماك سرح بخياله فكم من مره تشاجرا و عند محاولة الصلح بينهم يقولون انهم لا يحتاجون لصلح لان ما حدث ليس خصام لكن عاد سريعا للواقع ليسمع ما تقول
: انا اي ما زعلانه منك لكن خلاص ما حارتبط مع حد عاطل ما عاوز يعمل ليه همة
حمد : بس انا بفت...
لم تترك له مجال للرد فقد قاطعته انا ماشه و عاوزاك تعرف انت ود عمتي و بس ما اكتر و لو كنت صغيره قلت حارتبط بيك فدا كلام حق مراهقين بس سلام .
ااااههه خرجت تنهيده منه رفع الستاره يريد ان يعرف اين هم الان ، مسح دمعات من عينه و طرد الفكره و بنت خاله من راسه فهو حتي لا يستطيع ان يصل في الذكريات و الونسه الي نقطة كيف خطبت لابن جيرانهم التاجر عاد للواقع : اسمع يا مضيف مويه عليك الله .
*************************************************************************************وصل البص القادم من الجزيره الذي كان ضمن ركابه سيد نزل من البص تنهد بغضب و قال بصوت مسموع خلاص جينا لخرطوم الهم و السخانه ، رغم ان سيد درس الجامعه هنا في احد الجامعات المنتشره في الخرطوم الا انه يكرهها و لا يحس بالراحه الا و هو متجها جنوبا منها الي اهله بالجزيره قدمت الي الخرطوم بعد ان سمع ان هنالك شركه كبري تعمل في عدة مجالات بحاجة الي موظفين حمل حقيبته و الامل وشهادات تدريب مع شهادته الجامعيه .
و في المينأ كان هنالك جمعا هائل من البشر و اختلطت الاصوات لتعطي حفل صاخب لا تعرف له اول من اخر فبعض الناس كانو ينتظرون القادمين من الولايات و البعض وصل و هولاء الذين ينادونك و يلحقونك يمسكون بحقيبتك هم الكمسنجيه وتسمعهم يا شيخنا ماشي مدني و لا وين ارح عندنا بص نضيف ،
يا اخت دي اخر تذكره ماشين الكاملين طالعين طوالي ارح ساعه ونص بس تكوني مع اهلك ، يا استاذ مسافر بكره ولا متين ارح هنا الاكسبريس السريع القضارف كسلا بورتسودان ، اما هذا الرجل الذي امسك بسيد فهو صاحب تكس لكنه اقبل منه ليلحق باخرين عندما اكتشف ان سيد وحده و يحمل حقيبه واحده من خبرته يعرف ان مثل هولاء سيذهبون فقط بالحافلات ، خرج سيد يحمد ربه انه خرج من هذه الزحمه وقف منتظر المواصلات نصف ساعه كامله بالانتظار في اخر الامر استطاع ان يجري مع الاخرين و يفوز فقد
ادحل رجله الي الداخل وبقيت واحده في الخارج وامسك جيدا باعلي الباب و الكمساري يطمع في اخرين و هو يطلب منه و من معه وقوفا بالدخول و قفل الجزء الفارغ ، وطلب من السائق منه ان يغلق الباب خوفا من رجال المرور .
مر اسبوع خلاله سجل الجميع للمعاينات في هذا اليوم انتهو من المعاينات تبقي لهم انتظار النتيجه خرج حمد و معه مهدي فقد تعرفا علي بعضهما بداخل اللجنه ذهبا الي احد الاماكن لتناول الافطار في السوق العربي علي انغام يا ماشي تعالي غاشي و يا بعيد تعال قريب شاورما في اي في بكم بي اتنين جنيه طعميه في اي في بكم واحد جنيه التي تخرج من عدة مكبرات صوت وضعت في الكافتريات و اخرون وضعو مكبرات تسمع منها محاضرات دينيه و لم يحترم من جاورهم هذا فوضعو اغاني تخرج بصوت صاخب بداخل احد هذه الكافتريات جلس الاثنان .
حمد : تفكر يا عمك بشيلونا ؟
هشام : و الله ما عارف ؟ اسي نحن ناس هندسة الحاسوب عاوزين حداشر و نازلين اربعه الف و شويه
حمد : نفس الحال و الله دي مشكله غايتو لو ما شالونا ما عارف الواحد يعمل شنو تاني ؟
استمرا في الحديث بينهما و اخيرا تبادلا ارقام الهواتف علي امل التواصل مع بعضهما البعض
كان سيد لديه نية كبري في الهجره زادت تماما بعد ان وجد ان فرصة حصوله علي الوظيفه ضعيف جدا مقارنه مع الذين معه لذا قرر ان الاغتراب هو الحل اتصل علي ابيه وجد معارضه في اول الامر الا ان والدته كانت معه في الوقت قالت له ابحث انت عن وظيفه في اي بلد واترك لي امر اباك .
بعد عدة ايام كان سيد يجلس في احد الوكالات يبحث عن وظيفه له استقبلته فتاة في منتصف العقد الثاني
سيد : في الحقيقه انا يا اخت و الله ببحث عن عقد عمل
البنت : في اي دوله بالضبط كده
سيد : و الله البلد ما مهمة بس الراتب و كده
البت : انت تخصصك شنو ؟
سيد : و الله انا دارس محاسبة وعامل كم كورس بتاع تدريب و نزلت ست شهور مع شركة كمتدرب
البت : خلاص خت صوره من ملفك و لو ظهرت حاجه بنتصل عليك بس طبعا انت عارف انو حتدفع اول حاجه سعر العقد بعد دااك بتكمل اجراءتك .
اتصل بوالده جاءته رميه لاحد اغاني البطانه من التلفون ثم سمع صوت والده : اها يا سيد خبارك من اول امس ما اتصلت ضارب اسي قريشاتك خلصت و لا شنو ؟
سيد : لا يا ابوي بس جري انت عارف الزول هنا برجع البيت بليل كيف و..
الاب : اي بالحيل و دا البخليني ما اجيها كلو كلو هاك اديك امك من امس بتسال منك
سيد : لا يا ابوي ..
الاب : مالك ما عاوز امك كمان ولا شنو ؟
سيد : لا يا ابوي ما قصدي بس عاوزك انت في موضوع الاول
الاب : طيب قول
سيد و الله يا ابوي مشيت اليوم لوكاله و اديتهم ورقي خلاص
الاب : يا ولد اعمل حسابك قالو في وكالات كتيره كضبه ساي يشيلو قروش ويفكوك عكس الهواء
سيد : اي يا ابوي بس ما كلهم في واحدات كويسات
و استمر الحوار بينهم طويلا .
التقي حمد مهدي في احد الحدائق العامه مهدي : قلت لي باكر راجع اهلك
حمد : اي و الله البلد دي ما بتنقعد خالص بدون موضوع
مهدي : اي بالحيل لكن انا قاعد لي يومين تلاته ممكن انتظر النتيجه
حمد : انت عندك امل و لا شنو ؟
سرح حمد مسافه قبل ان يعود و يقول اهو حاجه بنعملها عشان ما يقولو قاعدين ساكت
صمتا بعدها و بدأ كل منهما ينظر في اتجاه و في مقابل مهدي مباشرة دائره شكلها اولاد يبدو انهم من احد الجامعات و لو ركزت بسمعك قليلا فانت تجد نفسك تسمع حديث هذا الواقف : يا شباب نحن في رابطتنا دي اهدافنا كتيره شديد و ما بتقيف علي الاجتماعي رغم نو هو الركيزه و نحن من القبلنا لقيناهم مترابطين و اسي نحن عندنا اسبوع ثقافي الهدف الاول منو تعريف بي تراثنا في الولايه حقتنا و ....
مهدي : هو بالله لسه في ناس وهم كده برامج و اجتماعات و تكرار لكل البرامج حفل استقبال طلاب جدد اسبوع ثقافي ،الخريجين و البتقال في دا بعد سنه و بعد خمسه نفس الشئ و كل الروابط نفس الفهم حتي الاغاني نفسها هي هي و هم شديد ...
حمد : دا لازم عشان يقصرو بيه السنه الدراسيه لكن الوهم البجاي التشوفهم ديل اتنين اتنين يغشو في نفسهم و في النهاية البت تعرس و الولد يغني ظلموني و..
مهدي : يعني تنظرو كم سنه بس و شغل مافي بعدين ما كلنا عملنا كده وفي النهائية الشاكوش كان هو النتيجة .
عاد احمد الي اهله بعد ايام في الخرطوم و في راسه فكرة واحده بدأت تكبر بعد ان زرعها له جار لا يعرفه رافقه في البص .
الجار : يعني اسي قلت لي منتظر نتيجة المعاينة
احمد : اي يا خال
الجار : ههههه يعني اسي بس حتاخد كم قول لي و مصاريفك حقت اليوم كم عاوز تعرس تبني بيت و عاوز عربيه عاوز وعاوز عارف الحاجات دي في البلد دي ممكن عشرين سنه ما تلم قروشها لكن لو سافرت ممكن خمسه سبعه سنه بس ترتاح و تريح اهلك معاك كمان ؟
احمد : بس يا خال ال...
قاطعه : يا ولد بس شنو اسي انا لو كنت شاب قدرك ما كان قعدت في البلد دي امشي اكسب زمنك ما تضيع شبابك و تعال بعد كم سنه عيش فيها مرتاح
احمد : افكر يا خال
الجار : فكر كويس ما تندم تقول يا ريت و صدقني يوم بتشكر اني قعدت جمبك و قلت ليك كده ما تنتظر اي معاينة يا ولدي
احمد : بس ناس الوكالات ما مضمونين
الخال : اي بالحيل الا المؤمن بصير يعني انت ممكن تعرف الحراميه من الصادقين .
بدأ احمد في العمل بالمينأ و رغم انه عمل متعب لكنه يريد ان يجمع تكلفة السفر لم يخبر احد من اسرته فهو لا يريد نقاش يعطله سيضعهم في الامر الواقع فقط .
رن هاتف سيد اسرع و حمل التلفون كانت علي الشاشه مسجلا باسم الوكاله